مقابلة مع مصورة حفلات الزفاف في الوجهات العالمية مادي كريستينا

في عالم حفلات الزفاف الديناميكي، قلة من المصورين يستطيعون التقاط جوهر الرومانسية والأناقة مثل مادي كريستينا. بعد 13 سنوات من العمل على توثيق اللحظات التي لا تُنسى، طورت مادي أسلوبًا مميزًا يتجاوز الحدود، مما جعلها اسمًا مطلوبًا بين العرسان من جميع أنحاء العالم.
بعد أن اكتسبت خبرتها في لوكسمبورغ وتخصصت في تنظيم الفعاليات في الوجهات السياحية، انتقلت مادي من سحر موناكو إلى دبي، المدينة العالمية النابضة بالحياة. انتقالها إلى دبي في أكتوبر 2019 يؤكد التزامها باكتشاف آفاق جديدة والتواصل مع ثقافات متنوعة، وهو انتقال مدفوع بروح المبادرة الفريدة للمدينة وبيئتها سريعة الوتيرة التي تتوافق بشكل عميق مع رؤيتها الفنية. بالإضافة إلى عملها الفردي، وسعت مادي نطاق عملها من خلال إنشاء وكالة في المملكة العربية السعودية، مما يدل على بصمتها المهمة في مجال حفلات الزفاف في الشرق الأوسط.
أسلوب مادي في التصوير يقوم على شغف عميق بالأناقة والرقي، حيث تحرص أن يكون كل عمل فنيًّا خالدًا يحمل بصمتها الخاصة. استخدامُها للتصوير الفيلمي يضفي على صورها نعومة مميزة وألوانًا فريدة لا تتكرر. وانطلاقًا من خبرتها في عالم الرفاهية الفرنسي، تضع خدمة العملاء في صميم عملها، وتكرّس وقتها لعدد محدود من حفلات الزفاف سنويًا، لتضمن لكل عروسين تجربة استثنائية ورعاية شخصية متفردة. بالنسبة لمادي، السحر الحقيقي لا يكمن في يوم الزفاف ذاته، بل في تلك اللحظة التي يرى فيها العروسان صورهم لأول مرة، فيستعيدان المشاعر ويكتشفان قيمة الذكريات التي ستبقى حيّة إلى الأبد.
انضمي إلينا بينما نتعمق أكثر في عالم مادي كريستينا، حيث تشاركنا وجهة نظرها الفريدة في تصوير قصص الحب والتنقل في عالم الزفاف وتقدم نصائح لا تقدر بثمن للعرائس المقبلات على الزواج اللاتي يحلمن بيومهن المثالي.
كيف بدأت حياتك المهنية في تصوير حفلات الزفاف ومتى؟
لقد بدأت التصوير الفوتوغرافي في عام 2012، ولكن شغفي كان دائماً سرد القصص. سواء من خلال التأليف الموسيقي أو كتابة السيناريو أو السرد البصري، كنت أبحث دائماً عن طرق للتعبير عن المشاعر واللحظات. وجاء التصوير الفوتوغرافي لاحقاً، بالصدفة تقريباً.
بدأت أولاً بتصوير الفيديو، ثم انتقلت إلى التصوير الفوتوغرافي من خلال استوديو صغير بالقرب من حدود لوكسمبورغ، حيث كنت أصور جلسات عائلية وجلسات أطفال. منذ البداية، كان إنشاء تجربة كاملة من أولوياتي بالفعل. لقد قمنا بتضمين خدمات المكياج وتصفيف الشعر، مما ساعدني على فهم قيمة تحويل جلسة بسيطة إلى شيء ذي معنى حقيقي.
لقد اكتشفت حفلات الزفاف بالصدفة، خلال ورشة عمل مع مصور فوتوغرافي كان يركز بالكامل على هذا العالم. لقد أثار ذلك اهتمامي، لم أكن أتوقع أن أستمتع بها كثيراً. لكنني وقعت في حب مزيج المشاعر التي تتكشف في يوم واحد فقط، خاصة في حفلات الزفاف الغربية في ذلك الوقت.
وفي وقت لاحق، انتقلتُ إلى موناكو للعمل مع عملاء دوليين أكثر، وغالباً ما كانوا يأتون من الولايات المتحدة للزواج في الريفيرا الفرنسية. وفي الوقت نفسه، بدأتُ في تطوير عملي في دبي والشرق الأوسط، مما دفعني بطبيعة الحال إلى تنظيم جدول أعمالي بين حفلات الزفاف الصيفية في أوروبا وحفلات الزفاف الشتوية في دول مجلس التعاون الخليجي.
عندما وصلت إلى دبي، اكتشفت ثقافة جديدة تماماً. لقد أبهرتني حفلات الزفاف في المملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعمان، والبحرين. الأناقة والتقاليد والعلاقات الإنسانية. لقد أضفى ذلك ثراءً كبيراً على عملي ورؤيتي. هكذا أصبحت المصورة التي أنا عليها اليوم.
ما الذي دفعك مؤخرًا للانتقال إلى دبي وتوسيع خدمات تصوير حفلات الزفاف؟
لقد كنت أسافر دون توقف لسنوات، حيث كنت أصور حفلات الزفاف في جميع أنحاء أوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وفي يوم من الأيام، طلب مني أحد العرسان الذين يقيمون في دبي وسيتزوجون في باريس أن آتي إلى الإمارات العربية المتحدة لجلسة ما بعد الزفاف. أتذكر أنني خرجت من المطار وشعرت على الفور بشيء لم أستطع تفسيره. شعرت بأنني على حق. شعرت بالانسجام. الطاقة، والتنوع، والعقلية، والإبداع، والحرية. كان كل شيء لم أكن أعرف أنني كنت أبحث عنه.
تتحرك دبي بسرعة، تماماً مثل عقلي. الناس طموحون ومندفعون ومنفتحون. هناك مساحة للإبداع والابتكار، وهو بالضبط ما كنت أحتاجه في تلك المرحلة من حياتي المهنية.
وفي الوقت نفسه، أدركت أن العديد من حفلات الزفاف والمناسبات هنا يتم تأكيدها في اللحظة الأخيرة. أصبح من الصعب إدارة هذه الطلبات أثناء وجودي في موناكو. لذلك بدأت أقضي المزيد والمزيد من الوقت في الإمارات العربية المتحدة، حتى أصبح من الواضح أنني بحاجة إلى التواجد هنا خلال فصل الشتاء.
وبعدها انتقلت رسمياً إلى دبي في أكتوبر 2019، وأنا ممتنة للغاية للأشخاص الذين قابلتهم منذ ذلك الحين. لقد حظيتُ بشرف العمل مع شركاء استثنائيين أصبحوا الآن أصدقاء حقيقيين، وبناء شيء قوي وهادف في المنطقة.
ما هو النمط الذي تتخصصين فيه وما الذي يميز عملك عن الآخرين؟
من الصعب وصف أسلوبي في كلمة واحدة لأنه مزيج حقيقي. فأنا أحب التقاط اللحظات الحقيقية والطبيعية فور حدوثها، بكل ما تحمله من مشاعر جياشة. ولكن في الوقت نفسه، أنا أيضاً منجذبة جداً إلى الجماليات والتصميم. أحب الموضة، أحب الوضعيات، ليست الوضعيات التقليدية، ولكن النوع الذي يعزز الأشخاص ويساعدهم على الشعور بالثقة والجمال أمام الكاميرا. لقد ألفت بالفعل كتاباً عن وضعيات تصوير العرائس لأنه شيء أهتم به بشدة وأحب تعليمه.
معارض صوري ليست أحادية البعد أبداً. هناك مزيج من اللقطات الوثائقية والتحريرية والتفاصيل والصور الشخصية المصممة. لا أريد الاختيار بين شيء عاطفي وآخر راقٍ. أريد الاثنين معاً. لأن حفلات الزفاف كلاهما.
إذا كان عليّ أن أختار كلمتين فقط لوصف عملي، فسأقول أنيقة وخالدة. أريد أن تبدو صوري جميلة اليوم وتظل ذات معنى بعد عشرين عاماً. لست مهتمة بالصيحات التي لن تدوم.
ولكن ما يصنع الفارق حقاً هو التجربة. نحن نعمل مع عدد قليل جداً من العرسان كل عام حتى نتمكن من التواجد بشكل كامل مع كل منهم. نحن لسنا طاقم إنتاج. نحن نبقي الأمر شخصياً وهادئاً، ونحرص على أن يشعر عملاؤنا بأنهم مرئيون ومسموعون ويحظون بالاهتمام. وهذا ما يسمح لنا بالتقاط صور مهمة حقاً.
ما هي لحظتك المفضلة خلال تجربة الزفاف مع عملائك؟
لقد كانت تلك اللحظة التي يكتشف فيها العرسان صورهم. كانت رؤيتهم يسترجعون كل شيء بعيون جديدة، يبكون ويضحكون ويشعرون بكل المشاعر في آن واحد... كان ذلك شيئاً أحببته حقاً. ولكن اليوم، مع وجود عملاء دوليين بالكامل، لم يعد يتسنى لي في كثير من الأحيان أن أكون هناك في تلك اللحظة. لذا فقد تغيرت الأمور.
من من منظور فوتوغرافي وإبداعي بحت، فإن لحظتي المفضلة هي في الواقع الحفلة. دائماً ما يتوقع الناس أن يكون الحفل أو الصور الشخصية هي اللحظة الأبرز، ولكن بالنسبة لي، إنها حلبة الرقص. إنها اللحظة التي يطلق فيها الناس العنان لأنفسهم. عندما يتوقفون عن التفكير في مظهرهم أو ما سيأتي بعد ذلك. عندها نحصل على أكثر الصور غير المتوقعة والممتعة والمفعمة بالحيوية. عادة ما يتبع باقي اليوم خطة معينة. ولكن أثناء الحفلة، يمكن أن يحدث أي شيء. وكمصورة فوتوغرافية، فإن عدم القدرة على التنبؤ هذا أمر مثير.
أما على المستوى الشخصي، هناك دائماً لحظة صغيرة خلال اليوم تبقى في ذاكرتي. إنها ليست شيئًا مكتوبًا أو مخططًا له. إنها مجرد نظرة وابتسامة وشكر هادئ. تلك اللحظة التي أشعر فيها أن العروسين سعيدان حقاً بوجودنا هناك. ربما ساعدناهم على الهدوء. ربما جعلناهم يضحكون. أو ربما شعروا بالأمان بوجودنا معهم. تلك اللحظة هي لحظة سحرية. وهي مختلفة في كل مرة.
ما هي أهم نصيحتين ترغبين في تقديمهما للعرائس والعرسان للحصول على صور زفاف مثالية؟
إذا كان بإمكاني إعطاء 3 نصائح للعرسان، فستكون هذه:
1) خذا الوقت الكافي لاختيار المصور. لا يمكنك إتخاذ القرار النهائي بسرعة، ثم تدركا بعدها أن أسلوب المصور بعيداً عن أسلوبكما. إذ أن أسلوب المصورين مختلف تماماً عن بعضهم البعض. يجب أن تتأكدا من أنكما تحبان أسلوبه. لأنه بمجرد الانتهاء من ذلك، لا يمكنكما تكرار هذه التجربة مرة أخرى.
2) التقيا به. هذا الشعور لا يقل أهمية عن الصور نفسها. ستقضيان يومكما بالكامل بجوار المصور. إذا كنتما لا تشعران بالراحة أثناء وجود المصور أو لم تكونا قريبان منه؛ أولاً، سيكون المصور خجولًا ولن يشعر بالراحة عند التنقل لالتقاط كل اللحظات، وستشعران بالكاميرا خلف كتفكما طوال الوقت. إذا كنتما تعرفانه، فستكونان مرتاحان، وستنسيان حتى أن المصور موجود. هذه هي أفضل طريقة لالتقاط الصور الطبيعية خلال النهار.
3) نصيحة إضافية حول الميزانية. بالتأكيد، ستجد دائمًا عروضاً أرخص (وأفترض أن الأسعار التي أقدمها، كما قلت، تتماشى مع جودة الصور). ولكن لا تنسيا أنه عند الإستعانة بخدمات مصور فوتوغرافي، فأنتما تستعينان بشخصية مختلفة وأسلوبًا وتوقيعًا وإنسانًا سيبقى معكما طوال اليوم. إذا كنتما تحبان عمل المصور، وشخصيته / شخصيتها، لديكما شعور جيد حوله، فهذا مهم للغاية، إذ أن إنفاق بضع دراهم إضافية أفضل من عدة سنوات من الندم.
ننصحكما بزيارة موقع مادي كريستينا www.maddychristina.com















