دعم واسع من قطاع الأعراس الإيطالي لحفل زفاف بيزوس رغم احتجاجات فينيسيا

لم يستحوذ حفل الزفاف الفخم لجيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقية على عناوين الصحف فحسب، بل أشعل من جديد جدلاً حاداً حول كيفية تعامل المدن العريقة والغنية ثقافياً مع المناسبات الخاصة واسعة النطاق. من جهة، ترددت عبر وسائل التواصل الاجتماعي اتهامات بـ"الاستحواذ" من قِبل الأثرياء. ومن جهة أخرى، غابت عن النقاش حقيقة اقتصادية مهمة: وهي أن حفلات الزفاف الفاخرة والمناسبات البارزة تُسهم في دعم شبكة واسعة من المحترفين والقطاعات الثقافية التي تعتمد على مثل هذه الوجهات الاحتفالية.
يؤكد توماسو كورسيني، المؤسس والرئيس التنفيذي لملتقى قطاع الزفاف، وهي منصة رائدة في قطاع الفعاليات وحفلات الزفاف في إيطاليا، على الحاجة إلى مناقشة أكثر دقة تتجاوز السرد المبسط.

التمييز بين الفعاليات الخاصة والسياحة الخاصة
يجادل كورسيني بأنه من الخطأ الفادح الخلط بين السياحة المفرطة والمناسبات الخاصة. ويذكر أن 250 ضيفاً تتم إدارتهم بشكل جيد لن يعرضوا مستقبل البندقية للخطر. فالمشكلة الحقيقية ليست في النخبة، بل في عدم وجود استراتيجية شاملة لإدارة التدفقات السياحية في المدينة.
حفل زفاف بيزوس، الذي تجاوزت ميزانيته التقديرية 30 مليون يورو، شكّل فرصة عمل لعشرات الشركات المحلية، بدءًا من مزودي الخدمات التقنية وأفراد الأمن، وصولًا إلى المواقع التاريخية وفرق اللوجستيات. ويؤكد كورسيني أن مثل هذه المناسبات توفّر فرصًا ملموسة للاقتصاد المحلي، ليس فقط من خلال الفوائد الفورية، بل أيضًا عبر تعزيز الصورة الإيجابية على المدى البعيد.
تم تنظيم حفل الزفاف الذي أقيم في 27 يونيو من قبل شركة لانزا وباوتشينا، وهي شركة مقرها لندن أسسها إيطاليون ومعروفة عالمياً بتنظيم حفلات زفاف المشاهير الحصرية. ولهم تاريخ طويل في إدارة المناسبات رفيعة المستوى في البندقية، مثل حفل زفاف جورج كلوني وأمل علم الدين، مع الالتزام الصارم دائماً باحترام النسيج الحضري والاستعانة بمزودي الخدمات المحليين وتجنب أي مشاكل. وقد اكتسبوا سمعة دولية راسخة في التميز.
الدور الحيوي للفعاليات الخاصة في الحفاظ على الثقافة
ويوضح كورسيني كذلك أنه بدون حفلات الزفاف والإنتاج الخاص وفعاليات الشركات الدولية، فإن الآلاف من الأصول الثقافية الإيطالية - العامة والخاصة على حد سواء - ستكافح من أجل البقاء. إن الفعاليات الخاصة المنظمة والمسؤولة ضرورية للحفاظ على العديد من المواقع الاستثنائية وتعزيزها. ويحذر من أن تجريمها ليس فقط قصير النظر بل وخطير أيضًا.

الأثر الاقتصادي والتوقعات المستقبلية
تُقدّر قيمة قطاع الفعاليات الخاصة في إيطاليا بأكثر من 15 مليار يورو سنوياً، ويضم أكثر من 50,000 شركة، معظمها شركات صغيرة أو متناهية الصغر متخصصة للغاية. إنه قطاع يتسم بالبراعة والدقة والرؤية، ولا ينبغي التعامل معه مثل السياحة الجماعية.
ومن خلال فعالياته وتحليلاته للقطاع، يشجع ملتقى قطاع الزفاف الحوار بين أصحاب المصلحة في القطاع، مما يعطي صوتًا لمجتمع مهني يسعى إلى الاعتراف والاستراتيجية والمنظور.
يبعث هؤلاء المتخصصون برسالة واضحة: من الضروري التفريق بين الاستهلاك العشوائي للأراضي والتعزيز المستدام. ويجادلون بأن الفعاليات الخاصة المخطط لها بشكل جيد تندرج بلا شك في الفئة الأخيرة.
يختتم كورسيني قائلاً إنّه في إيطاليا، حيث يتم في كثير من الأحيان عرقلة التميز بدلاً من حمايته، آن الأوان لتغيير المسار. ويدعو إلى الإصغاء إلى أولئك الذين يعملون بكفاءة وأخلاق، والتوقف عن تشويه صورة من يقدّمون قيمة، لمجرد أنّهم يفعلون ذلك بأسلوب فخم وملفت.




